Tuesday, November 22, 2011

الأردن: أهالي الرمثا يمتنعون عن دفن ولدهم المتوفى ويطالبون بلقب 'شهيد' وتسليم من قتله

المصدر القدس العربي
عمان ـ 'القدس العربي': تحولت حوادث العنف في المراكز الأمنية الأردنية إلى هم سياسي مع توالي الإحتقانات في صفوف أبناء العشائر بعد بروز أكثر من حادثة في هذا الإطار مؤخرا حيث يميل المواطنون إلى الإحتجاج العنيف في ظل أجواء الربيع العربي والحراك المحلي رغم أن الجهد الكبير الذي يبذله رئيس الوزراء عون الخصاونة في تأسيس ضمانات قانونية لمعالجة مثل هذه الحوادث.
وإنضم شبان في مدينة السلط المحاذية لعمان العاصمة أمس الثلاثاء إلى قائمة المحتجين على التصرفات الأمنية بأن أغلقوا الطريق الواصل بين عمان والسلط والذي يعتبر من الطرق الحيوية احتجاجا فيما يبدو على وفاة إبن لهم خلال مطاردة أمنية. وبدأت السلطات ظهر امس بإجراء إتصالات مع الوجهاء في عشيرة الرحاحلة لضمان فتح الطريق وتأمين مراسم تشييع الشاب المتوفى بعد تعرضه للدهس من احدى المركبات أثناء مطاردة أمنية.
ولم تتضح بعد تفاصيل هذه الحادثة لكن أقرباء الشاب المتوفى يرفضون الرواية الأمنية للحادث ويتهمون إحدى مركبات الأمن بدهس إبنهم فيما تقول السلطات أن الشاب كان يطارد من قبل إحدى الدوريات الأمنية ودهسته في الأثناء مركبة خاصة وهي الرواية التي يرفض الأهالي إعتمادها مطالبين مجددا عبر الإحتجاج والشغب بتحديد المسؤولين عن دهس إبنهم.
ويبدو أن عنف الأمن يتحول تدريجيا لظاهرة تولد الإحتقان فقد تعثر أمس إتفاق أولي على دفن شاب توفي في ظرف غامض شمالي المملكة قبل خمسة أيام بعدما غضب أهل المتوفى من خبر نشرته إحدى الصحف المحلية بتبني الرواية الأمنية لما حصل.
وحسب أقرباء الشاب نجم العزايزة الذي ينتمي لعشيرة الزعبي وهي واحدة من العشائر العملاقة شمالي المملكة فقد توفي إبنهم خلال استجوابه في مركز أمني إثر إعتقاله مع شخصين سوريين كانا يبحثان عن تاجر سلاح ووفر لهما الشاب المتوفى وسيلة النقل.
ولليوم الخامس على التوالي ترفض عشيرة الزعبي إستلام جثة ولدها الموجودة في مستشفى حكومي في العاصمة عمان وأمس الثلاثاء إشترط أقرباء الشاب إطلاق لقب شهيد عليه وإعلان رورية رسمية ترفض واقعة الإنتحار حتى التمكن من دفن جثمانه.
وتقول السلطات أن الشاب الزعبي توفي منتحرا بواسطة بطانية كانت موجوده في زنزانة الإحتجاج لكن العائلة لا تصدق هذه الرواية التي لا تبدو منطقية في كل الأحوال حسب وجهاء عشيرة الزعبي الذين وعدهم رئيس الوزراء عون الخصاونة شخصيا بتحقيق شامل ومفصل وشفاف لتحديد ما حصل.
وعلى مدار أربعة أيام شهدت مدينة الرمثا المحاذية لسورية إضطرابات واسعة بسبب حادثة الشاب نجم الزعبي فأحرقت مقرات رسمية وعطل السير في الطريق الدولي بين سورية والأردن وتدخلت قوات الدرك عدة مرات قبل تشريح الجثة للمرة الثانية من قبل لجنة طبية خاصة شارك فيها أطباء ممثلون للعشيرة وصدر تقريرها ليتحدث عن الوفاة إختناقا وهو تقرير رفضته العائلة أيضا التي أعلنت أمس الثلاثاء أنها لن تتسلم جثة الراحل ولن تدفنه قبل تحديد من قتله.
وكانت مثل هذه الحوادث تقع في الماضي لكنها لم تكن مؤثرة كما يحصل حاليا بسبب أجواء الإحتقان والحراك وتوجيه إنتقادات واسعة لتصرفات رجال الأمن في الكثير من الأحيان.

No comments: